واصلت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” جهودها الرائدة خلال العام 2020 في تعزيز القيمة المحلية المضافة والمساهمة الفاعلة في استدامة النمو الاقتصادي بدولة الإمارات.
مع مواصلة تحقيق أهدافها التشغيلية والمالية والمحافظة على تنافسيتها ومرونتها واستمرارية أعمالها في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم جراء انتشار جائحة “كوفيد – 19”.
وركزت “أدنوك” على ضمان صحة وسلامة كوادرها وموظفيها وكافة العاملين معها في مختلف المواقع، لتستمر عملياتها في مختلف المجالات دون أي انقطاع فيما استمرت الشركة أيضاً في إبرام صفقات مبتكرة استقطبت من خلالها استثمارات أجنبية مباشرة وعملت على خلق فرص تجارية جديدة للقطاع الخاص المحلي وتوفير فرص عمل للمواطنين في القطاع الخاص عبر برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وتستعرض وكالة أنباء الإمارات “وام” في التقرير التالي إنجازات أدنوك خلال العام 2020، حيث نجحت الشركة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي شهدتها الأسواق العالمية في تخطى هذه التحديات وخلق فرص جديدة أثبتت نجاح خطط التحول التي قامت بها الشركة والتي بدأت بتنفيذها منذ العام 2016 وجعلتها أكثر قدرة ومرونة للتعامل مع متغيرات الأسواق العالمية.
الاكتشافات والتطوير والإنتاج
ففي مجال الاكتشافات والتطوير والإنتاج جاءت أهم إنجازات أدنوك خلال العام 2020 في الإعلان عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة بين سيح السديرة “أبوظبي” وجبل علي “دبي” بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 ترليون قدم مكعبة حيث يسهم هذا الكشف المهم في الاقتراب من هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من إمدادات الغاز الطبيعي وبما يدعم مشاريعها التنموية الكبرى خلال المرحلة المقبلة تماشياً مع استراتيجية التطوير الهادفة للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة.
كما أعلن المجلس الأعلى للبترول اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل من النفط، والتي تسهم في ترسيخ مكانة الدولة ضمن كبار مزودي الطاقة في العالم.
وأعلن المجلس الأعلى للبترول عن إضافة 2 مليار برميل إلى احتياطيات الدولة من موارد النفط التقليدية القابلة للاستخلاص، مما يرفع هذه الاحتياطيات إلى 107 مليارات برميل من النفط، ويعزز مكانة الدولة في المركز السادس عالمياً في قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطيات نفطية.
وتأتي هذه الزيادة في الاحتياطيات نتيجة لعمليات التطوير المستمرة التي تقوم بها أدنوك في سعيها لتحقيق هدفها بزيادة السعة الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل من النفط يومياً بحلول عام 2030.
أما في مجال الغاز، فقد نجحت أدنوك مؤخراً وللمرة الأولى بإنتاج أول كمية من الغاز غير التقليدي في دولة الإمارات، وذلك من امتياز حوض غاز الذياب غير التقليدي في الرويس. وهي أيضاً أول مرة ينجح فيها مشروع في الشرق الأوسط لتطوير الغاز غير التقليدي بضخ إنتاجه إلى خطوط الأنابيب في مرحلة مبكرة من جدول المشروع.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة ضمن جهود الشركة المستمرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات، حيث تشمل خطط أدنوك إنتاج مليار قدم مكعبة يومياً من موارد الغاز غير التقليدية قبل عام 2030.
البتروكيماويات والتكرير
وتشمل خطط أدنوك للنمو الذكي تعزيز القيمة من خلال النمو والتوسع في مجال صناعات المشتقات والبتروكيماويات، وتعمل الشركة على تطوير مجمع الرويس الصناعي للمشتقات البتروكيماوية لتحقيق أقصى عائد اقتصادي من كل برميل نفط ننتجه.
وفي هذا الإطار أعلنت أدنوك و”القابضة” /ADQ/ عن تأسيس شركة “تعزيز” لتحفيز الصناعة ونمو قطاع البتروكيماويات وتحقيق التنويع الاقتصادي ودفع عجلة التنمية القائمة على التكنولوجيا في دولة الإمارات.
وأعلن الطرفان قائمة أولية بالمشاريع الاستثمارية المزمع تطويرها في “مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية” والتي تزيد قيمتها عن 18 مليار درهم كما تم الإعلان عن ترسية عقود خاصة بالمجمع.
كما أعلنت أدنوك عن التقدم في مشروع “تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام” في الرويس مع إنجاز 73% من المشروع الذي يهدف إلى تطوير قدراتها في مجال صناعة التكرير وتعزيز دور الرويس محركاً رئيسياً لدفع عجلة النمو الصناعي في دولة الإمارات وأبوظبي.
ويعد مشروع “تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام”، البالغ تكلفته 12.8 مليار درهم محركاً أساسياً في تنفيذ استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي في مجال التكرير والبتروكيماويات، ويتيح المشروع عند إنجازه في منتصف عام 2022 معالجة ما يصل إلى 420 ألف برميل يومياً من أنواع النفط الخام الأكثر ثقلاً وحموضة وذلك من مجمل الطاقة التكريرية للمصفاة في الرويس التي تصل إلى 840 ألف برميل يومياً.
التسويق والتجارة والتداول
وفي مجال التجارة والإمداد، أطلقت أدنوك هذا العام شركتين مختصتين في هذا المجال تتخذان من سوق أبوظبي العالمي مقراً لهما، حيث بدأت “أدنوك التجارية” نشاطاتها في مجال تجارة النفط الخام وتداول الأدوات المالية المشتقة الخاصة بقطاع النفط من خلال المشاركة المباشرة في سوق الأدوات المالية العالمي.
كما باشرت “أدنوك للتجارة العالمية” المشروع المشترك بين أدنوك 65% و”إيني” الإيطالية بنسبة 20% و”أو إم في” النمساوية بنسبة 15%، نشاطها في مجال تجارة وتداول المنتجات المكررة في الأسواق العالمية.
كما أعلنت أدنوك للإمداد والخدمات ومجموعة “وانهوا” الصينية للصناعات الكيميائية عن تأسيس شركة للشحن البحري.
وتستمر أدنوك في العمل على إنجاز الاستعدادات اللازمة لإطلاق بورصة أبوظبي انتركونتيننتال للعقود الآجلة التي ستركز على عقود خام مربان أبوظبي الذي يعتبر من أجود أنواع الخام الذي يحظى بإقبال وطلب كبير من العملاء والزبائن في أسواقنا الرئيسية. وستساعد هذه البورصة في توسيع نطاق التداول ليشمل كل منتجاتنا، ومن المتوقع أن يكون إطلاقها في أواخر الربع الأول من العام المقبل.
الاستثمارات الأجنبية المباشرة
وعلى الرغم من ظروف وتحديات السوق الذي شهد تراجعا في أسعار النفط وإحجام العديد من المؤسسات الاستثمارية عن القيام بصفقات جديدة، أثبتت أدنوك مجدداً قدراتها المتميزة، والثقة الكبيرة التي تحظى بها على مستوى العالم، ورسخت مكانتها وجهة موثوقة جاذبة للاستثمارات في كافة الظروف، حيث استطاعت أدنوك استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 62 مليار درهم لدولة الإمارات هذا العام، ليصل بذلك إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي استقطبتها أدنوك منذ عام 2016 إلى 237 مليار درهم.
ونجحت أدنوك خلال العام 2020 في استقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة – إذ وقعت “أدنوك” اتفاقية مع ائتلاف من كبار المستثمرين العالميين في مشاريع البنية التحتية وصناديق الثروة السيادية والمعاشات حيث يستثمر الائتلاف بموجب الاتفاقية 76 مليار درهم /20.7 مليار دولار/ في مجموعة محددة من أصول أنابيب الغاز التي تمتلكها “أدنوك”.
وبموجب الاتفاقية، ستقوم “أدنوك لأنابيب الغاز” باستئجار الحصة التي تمتلكها أدنوك في مجموعة من أصول أنابيب نقل الغاز لمدة 20 عاماً، مقابل الحصول على حق استخدام تلك الأصول بتعرفة تستند إلى الكميات. وتحقق هذه الاتفاقية عائدات فورية لأدنوك تبلغ 37.1 مليار درهم /10.1 مليار دولار/.
كما استقطبت أدنوك استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 10 مليارات درهم من خلال صفقة جديدة قيمتها 20 مليار مع تحالف يضم عدداً من المؤسسات الاستثمارية بقيادة شركة أبولو جلوبال مانجمنت “أبولو” وذلك للاستثمار في أصول عقارية لأدنوك.
ووقعت “أدنوك” اتفاقية يقوم من خلالها كل من “صندوق أبوظبي للتقاعد” و”القابضة” /ADQ/ باستثمار 7.7 مليار درهم في مجموعة محددة من أصول البنية التحتية لأنابيب الغاز التابعة لأدنوك.
وإلى جانب الاستثمارات الخارجية، استمرت “أدنوك” في نهجها لتحقيق أكبر قيمة ممكنة من أصولها، وتم خلال الفترة الماضية تنفيذ عملية طرح خاص لـ 1.25 مليار سهم من أسهم شركة “أدنوك للتوزيع” وتم بيع هذه الأسهم إلى مؤسسات استثمارية بقيمة إجمالية تبلغ 3.7 مليار درهم والتي تمثل حصة 10% من أسهم الشركة.
تعزيز القيمة المحلية المضافة
وأطلقت أدنوك في عام 2018 أول برنامج على مستوى الدولة لتعزيز القيمة المحلية المضافة والذي يهدف إلى إعادة توجيه جزء كبير من مصاريف المشتريات والعقود الخاصة بالشركة إلى الاقتصاد المحلي.
ويسهم هذا البرنامج في زيادة مساهمة أدنوك في دعم وتنويع الاقتصاد المحلي وتوطين سلاسل التوريد الاستراتيجية، وذلك من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية وتوطين سلاسل التوريد ورفع نسبة الخدمات والمنتجات الاستراتيجية المحلية في قطاع النفط والغاز وخلق فرص تجارية للقطاع الخاص المحلي وتوفير فرص عمل للمواطنين في القطاع الخاص.
وفي عام 2020 قامت أدنوك بإعادة توجيه 32 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي في العام 2020، ليصل إجمالي ما تم إعادة توجيهه من خلال البرنامج أكثر من 76 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي والمساهمة في توفير أكثر من 2000 وظيفة لمواطني الإمارات في القطاع الخاص منذ إطلاق البرنامج.
كما قامت أدنوك هذا العام أيضاً بترسية عقود مختلفة من خلال البرنامج بلغت قيمتها الإجمالية 5 مليارات درهم /1.36 مليار دولار/ على 400 مصنع محلي وشركة صغيرة ومتوسطة مملوكة بنسبة 100% لمواطني الدولة.
وتعتزم ” أدنوك إعادة توجيه 160 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة بين 2021 ــ 2025 عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
الشراكات الاستراتيجية
وضمن استراتيجية إصدار تراخيص لمناطق جديدة، واستكمالاً للمزايدة التنافسية التي أطلقتها في العام 2019، أعطى المجلس الأعلى للبترول موافقته على ترسية مناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز ضمن الجولة الثانية، حيث وقعت أدنوك اتفاقية استكشاف حصلت بموجبها شركة “أوكسيدنتال” الأمريكية على حقوق استكشاف النفط والغاز في “المنطقة البرية رقم 5” في أبوظبي من خلال مزايدة تنافسية.
كما وقعت أدنوك اتفاقية امتياز لاستكشاف النفط والغاز في “المنطقة البحرية رقم 3” في أبوظبي، وذلك مع تحالف تقوده شركة “إيني أبوظبي بي.
في” وشركة PTTEP الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وستحصل PTTEP و”إيني” مجتمعتين على حصة 100% في مرحلة الاستكشاف، وتستثمر الشركتان ما يصل إلى 1.51 مليار درهم في عمليات التنقيب وحفر آبار الاستكشاف والتقييم، بما في ذلك رسم المشاركة، لاستكشاف وتقييم فرص النفط والغاز في “المنطقة البحرية رقم 3”.
الاستدامة
وعلى صعيد الاستدامة، كشفت أدنوك عن خطتها الشاملة للاستدامة 2030 التي تهدف لترسيخ دورها الريادي في الإنتاج المسؤول للطاقة وتعزيز التزامها الدائم بالمحافظة على البيئة.
وتستهدف خطة أدنوك خفض كثافة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 25% بحلول 2030 والحد من استهلاك المياه العذبة في العمليات إلى أقل من 0.5% من إجمالي استهلاك المياه إضافة إلى زراعة 10 ملايين شتلة من أشجار القرم /المانغروف/ في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي بنهاية عام 2022 لتعزيز التنوع البيولوجي وتحقيق قيمة محلية مضافة بنسبة 50% في كافة مجالات ومراحل الأعمال.
وقامت الشركة بزراعة أكثر من 250 ألف شتلة من أشجار القرم حتى الآن في إمارة أبوظبي، وذلك بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي على ساحل دولة الإمارات. وقامت أيضاً ببناء 293 مجموعة من الشعاب المرجانية الاصطناعية لحماية الحياة البحرية والحفاظ على الحياة الفطرية في مياه المحيطات.
كما قامت أدنوك بزراعة أكثر من هكتار من الأعشاب البحرية، إضافة إلى ضمان «أدنوك» حماية مناطق التعشيش الحرجة لسلاحف منقار الصقر «هوكسبيل» الأصلية في جزر زركو وأرزنه، ومراقبتها وفقًا لوضعها كنوع مهدد بالانقراض.
التكنولوجيا
وتركز أدنوك أيضاً على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة للثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي. وضمن هذا التوجه، حقق مركز التحكم الرقمي “بانوراما” التابع لـ” أدنوك” قيمة تجارية تفوق المليار دولار “3.67 مليار درهم” منذ افتتاحه قبل ثلاثة أعوام كونه يوفر نافذة موحدة تعرض معلومات مباشرة تغطي كافة عمليات شركات المجموعة.
ويعد مركز بانوراما جزءا أساسيا من استثمارات أدنوك في مجال التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة والارتقاء بالأداء وتمكينها من التكيف والاستجابة السريعة للتغيرات في ديناميكات الأسواق وذلك في الوقت الذي تواصل فيه تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي.
ومن الأمثلة الأخرى على تطبيقات التقنيات والابتكارات الرقمية الحديثة، ما تقوم به شركة أدنوك للحفر بتقديم خدمات متكاملة في حفر وتهيئة الآبار، بما يسهم في تعزيز الكفاءة. وحققت الشركة خفضاً في تكاليف الحفر بقيمة تبلغ حوالي 7.4 مليار درهم، خلال السنوات الخمس الأخيرة، وذلك بفضل التحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة في مختلف مجالات وجوانب الأعمال.
وأطلقت أدنوك شركة AIQ كمشروع مشترك بالتعاون مع مجموعة «جروب 42» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ويهدف هذا المشروع المشترك إلى تطوير تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي المتخصصة بقطاع النفط والغاز، مما يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي والنمو الصناعي القائم على التكنولوجيا المتقدمة.
كما أطلقت أدنوك “مركز أدنوك الافتراضي للطاقة” الذي يعد منصة عبر الإنترنت تتيح للجمهور التعرف على التطور الكبير الذي تحققه الشركة في مختلف مجالات أعمالها.
وتم تصميم المركز ليوفر تجربة تفاعلية ثلاثية الأبعاد من خلال أربع قاعات افتراضية تعرض تاريخ أدنوك والمبادرات التي تنفذها لتكون نموذجاً مستقبلياً لشركات الطاقة الوطنية.
كما يسلط المركز الضوء على النقلة النوعية التي بدأت بها الشركة منذ أربع سنوات والتي مكنتها من تعزيز مرونتها وقدراتها التنافسية والمحافظة على استمرارية واستدامة أعمالها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية خلال الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم حالياً.
المصدر/ wam