قال ضابط “إسرائيلي” سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، إن “السعودية تحتفظ خلف الكواليس بتطبيع سري مع إسرائيل، يتم التعبير عنه بالتنسيق الأمني والإقليمي الوثيق ضد إيران والقوى الإسلامية، لكن القضية الفلسطينية ما زالت العقبة الرئيسية على طريق التطبيع العلني بينهما، في حين أن ملك السعودية غير مستعد للتخلي عن مبادرة السلام العربية”.
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله على موقع “زمن إسرائيل”، إن “إعلان الرئيس دونالد ترامب عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين المغرب وإسرائيل يطرح أسئلة جديدة في العالم العربي حول انضمام السعودية قريبا لعملية التطبيع مع إسرائيل، حيث أعلن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس ترامب، أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل حقيقة منتهية، وهو مسألة وقت فقط”.
وأشار بن مناحيم، الباحث بمعهد القدس للشؤون العامة والدولة، إلى أن “هناك تفاؤلا إسرائيليا كبيرا بانضمام السعودية للتطبيع، مما يسرع بمشاركة إسرائيل لتأثير “الدومينو”، الذي يشمل انضمام مزيد من الدول العربية والإسلامية للتطبيع، وإنشاء تحالف سياسي وعسكري إقليمي قوي ضد إيران، فيما بدأت الرياض تهيئة الرأي العام السعودي لهذا التطبيع، ووافقت العائلة المالكة على فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية لأول مرة”.
وأكد أن “فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية أدى لإضعاف تفاؤل محمد بن سلمان، المؤيد القوي للتطبيع مع إسرائيل، وبالتالي فإن دخول بايدن للبيت الأبيض يزيل شيئًا فشيئًا من تفاؤله، لأن نتائج الانتخابات الأمريكية شكلت عاملا مهما في إبطاء الحماس السعودي من التطبيع مع إسرائيل، وهو ما اتضح في زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السرية إلى مدينة نيوم للقاء ابن سلمان، حيث بحث اللقاء كافة القضايا باستثناء التطبيع”.
وأوضح أن “ابن سلمان رفض اتخاذ مزيد من الخطوات بشأن التطبيع مع إسرائيل حتى تتضح سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه السعودية، التي تتلقى صباح مساء المزيد من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، كما تخشى السعودية من رد إيراني قاسٍ ضدها في حال موافقتها على التطبيع مع إسرائيل، فضلا عن جهود المعارضة السعودية لإثارة الشارع ضد النظام الملكي”.
وأشار إلى أن “الواقع السعودي يثبت أن العامل الأهم في تحديد موقفها تجاه التطبيع مع إسرائيل هو الملك سلمان بن عبد العزيز، المتمسك تقليديًا بمبادرة السلام العربية كأساس لإطلاق عملية التطبيع مع إسرائيل، ويجادل بأنه لا يمكن القيام بذلك دون إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وحل مشكلة اللاجئين، رغم النظرة في العالمين العربي والغربي وإسرائيل إلى ولي العهد بأنه “الرجل القوي” في المملكة”.
وأضاف أنه “رغم رغبة ابن سلمان في التطبيع مع إسرائيل، لكنه لا يستطيع قيادة هذه الخطوة، طالما أن والده ابن 85 عاما يجلس على العرش، لأن سلطته محدودة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولقد تعلمت القيادة الفلسطينية هذا الأمر منذ وقت طويل، ووجدت دائما طريقة لتجاوزه، والتواصل مع والده، كلما شعرت أنه يعمل لدفع تنفيذ برنامج ترامب “صفقة القرن”، لدرجة أن الاجتماع السري بين نتنياهو وابن سلمان، الذي أحرج السعودية بشدة، أجبر وزير خارجيتها على إصدار نفي رسمي”.
وكشف النقاب أن “الرياض رفضت عرضا إسرائيليا بإرسال ممثل رفيع إليها لترميم العلاقة عقب تضررها بشأن كشف اللقاء السري، مما قد يفسر الغضب والهجوم الذي شنه الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات الأسبق، ضد إسرائيل، رغم أن البعض يعتبرها مواقف تقليدية دائمة للأمير السعودي ضد إسرائيل، ولا تمثل البيت الملكي السعودي”.
وأكد أن “هناك فرقا كبيرا بين الظاهر والسري في علاقات إسرائيل بالسعودية، فالتطبيع الحقيقي يحدث خلف الكواليس في ما يتعلق بالتنسيق الإقليمي ومخاطر إيران والجماعات الإسلامية، بغض النظر عن الجانب المرئي في علاقاتهما”.