هل تكفي جرعة واحدة من اللقاح لحمايتك من كوفيد-19 ؟ - شبكة القمة نيوز

هل تكفي جرعة واحدة من اللقاح لحمايتك من كوفيد-19 ؟

لقاح كوفيد-19
جوجل بلس

يقول داني ألتمان، أستاذ علم المناعة بجامعة إمبريال كوليدج بلندن عن لقاح كوفيد-19:

“تكمن أهمية الجرعات المعززة في أنها تحسن الاستجابة المناعية لتحقيق أفضل النتائج في الوقاية من المرض”.

كيف تعمل الجرعات المعززة من اللقاحات؟

عندما يدخل اللقاح إلى الجسم، فإنه ينشط نوعين مهمين من خلايا الدم البيضاء.

أولهما الخلايا اللمفاوية “بي” أو “البائية”.

وهي التي تنتج أجساما مضادة، كما أن هذه الخلايا قصيرة العمر.

ولهذا فإن الأجسام المضادة التي تنتجها قد تتضاءل أعدادها سريعا في الجسم في غضون أسابيع في حالة عدم الحصول على جرعة ثانية من اللقاح.

والنوع الثاني هو الخلايا “تي” أو “التائية”.

التي تكون كل منها مبرمجة لاستهداف مسبب أمراض معين وقتله.

وتبقى الخلايا التائية في الجسم لعقود، حتى تصادف هدفها مرة أخرى، ولهذا قد توفر بعض اللقاحات أو الإصابات حماية من المرض مدى الحياة.

لكن في أغلب الأحيان، لا يوجد هذا النوع من الخلايا بكثرة في الجسم إلا إذا غزا مسبب الأمراض الجسم مرة ثانية.

ولهذا تعد الجرعة الثانية وسيلة لتعريض الجسم مرة أخرى للمستضدات.

أي الجزيئات الموجودة على مسببات الأمراض التي تثير استجابة مناعية.

ويقول ألتمان:

“عندما تحصل على الجرعة الثانية تزيد خلايا الذاكرة تي في الجسم، وكذلك الخلايا بي. وتنتج هذه الخلايا أجساما مضادة أكثر تخصصا”.

وعند التعرض لنفس اللقاح أو مسبب الأمراض للمرة الثانية، تكتسب الخلايا بي المتبقية من المرة الأولى القدرة على
الانقسام، ومن ثم ترتفع مرة أخرى أعداد الأجسام المضادة التي تدور في الجسم.

ولكن سيستغرق تصنيع الكميات الكافية من اللقاحات وقتا طويلا، ولهذا قررت بعض الدول، مثل المملكة المتحدة، تأخير الجرعة الثانية.

كما وتحفز الجرعة الثانية من اللقاح عملية “نضج الخلايا بي”، التي تتضمن اختيار الخلايا غير الناضجة ذات أفضل المستقبلات للارتباط بمسببات أمراض معينة.

وتحدث هذه العملية بينما تكون الخلايا في النخاع العظمي، حيث تصنّع كريات الدم البيضاء، وبعدها تنتقل الخلايا بي إلى الطحال ليكتمل نموها.

ولهذا تكون الأجسام المضادة التي تنتجها أكثر قدرة على استهداف مسبب الأمراض.

وأشارت دراسات إلى أهمية دور الخلايات في حماية بعض الناس من الإصابة بمضاعفات كوفيد-19 الوخيمة.

فعلى الرغم من أن الفيروس لم ينتشر حول العالم إلا منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.

هناك أدلة تثبت أن الخلايات لديهم قد تعرضت لفيروسات كورونا أخرى، مثل المسبب لنزلة البرد.

ومن ثم استطاعت أن تتعرف على فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19.

هل يمكنك الاكتفاء بجرعة واحدة فقط من اللقاح؟

تقول والترز إن المراحل الأولى من تجارب اللقاح أثبتت أن جرعة واحدة من اللقاح لا توفر الحماية الكافية من المرض. ولوحظ أيضا في المرحلة الثالثة من التجارب أن الأجسام المضادة والخلايا تي في الدم بعد جرعتين كانت أكثر منها بعد جرعة واحدة.

اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لن توفر لك حماية فورية من المرض، إذ يستغرق الأمر أسابيع حتى ينتج الجسم أجساما مضادة.

كما وحذرت شركتا فايزر وبيونتيك من أنه ليس لديهما معلومات بعد عن الحماية التي توفرها الجرعة الأولى بعد اليوم 21 من الحصول على اللقاح، ومن المحتمل أن تتراجع هذه الحماية بعد 21 يوما، ولن يكون هذا مفاجئا بالنظر إلى الطريقة التي يعمل بها جهاز المناعة.

والمشكلة أن جميع اللقاحات المجازة ” لقاح كوفيد-19 “حاليا ضد فيروس كورونا تستخدم تقنيات جديدة، وهو ما يصعّب تقييم مدة الحماية التي توفرها الجرعة الأولى.

و لهذا بينما يترقب العالم توزيع اللقاحات الجديدة للقضاء علي الوباء ، يجب علينا ان ننتظر لفترة اطول من المتوقع حتي تعود الحياة كما كانت من قبل .

شبكة القمة نيوز