جزر باندا الإندونيسية هي مجموعة مكونة من عشر جزر بركانية صغيرة في بحر باندا على بعد 140 كيلومترا (87 ميل).
كما وتمتد إلى الجنوب من جزيرة سيرام وحوالي 2000 كم (1.243 ميل) شرق جاوة، وهي جزء من مقاطعة مالوكو في إندونيسيا.
باندا نيرا هي أكبر المدن في مجموعة الجزر، وتقع في الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه.
ترتفع هذه الجزر وسط محيط عميق يصل عمقه 4-6 كم، وتبلغ المساحة الإجمالية للجزر حوالي 180كم². عدد سكانها حوالي 15000 نسمة.
كما وتقع جزيرة باندا الإندونيسية علي بعد حوالي 2500 كم شرق جاكرتا.
لآلاف السنين كانت هذه المجموعة المكونة من 10 جزر هي المصدر الوحيد في العالم لجوزة الطيب والصولجان المشتق من قشرة جوزة الطيب.
فور وصول الأوروبيين، كانت جزيرة باندا يحكمها نبلاؤها الذين يطلق عليهم اسم “أورانج كايا”، والذين كانوا يتاجرون مع العرب والهنود.
وبناء علي تجارتهم مع العرب والهنود الذين كانوا بدورهم يبيعون التوابل للأوروبيين بأسعار باهظة.
في تلك الأيام كانت قيمة جوزة الطيب من حيث السعر مقابل الوزن أعلي من الذهب.
حيث كان يعتقد بأن توابل جوزة الطيب هي علاج لمرض الطاعون الذي أرعب الأوروبيين لسنوات والذي ضرب العديد من المدن الأوروبية وخلف الملايين من الضحايا.
أبقي هؤلاء التجار العرب والهنود مكان الجزيرة سراً، مما ساعد في الحفاظ علي الجزء من الناحية الطبيعية والإبقاء علي مواردها بدون نهب، حتي عام 1511 ميلادياً عندما غزا ملك البرتغال “أفونسو دي ألبوكيرك” جزيرة باندا والجزر المجاورة لها، حيث سرعان ما أصبحت الجزر هذه مركزاً حيوياً لتجارة التوابل.
كما حاول التجار البرتغاليون الحصول علي قطعة من الكعكة في إحتلال الجزء ولكنهم فشلوا في الأخير.
كان سكان جزيرة باندا والجزء المجاورة معاديين وصارمين مع محاولات التدخل في شئونهم عدا العلاقات الخاصة بالتجارة بشكل عادي.
وفي القرن السادس عشر كان كل ما يمكن أن يفعله البرتغاليون هو زيارة الجزء والإبتضاع منها كل بضع سنوات والعودة بسفنهم مليئة بجوزة الطيب والصلجان والقرنفل.
ذات مرة حاول تاجر برتغالي يدعي “كابتن جارسيا إنريكس” بناء حصن في جزيرة باندا.
لكن السكان المحليون رفضوا وهاجموا رجال جارسيا بعنف شديد حتي أدرك البرتغاليون أن عليهم تجنب إحتلال الجزر وتفضيل شراء جوزة الطيب من التجار بدلاً من ذلك.
كما واتبعت هولندا خطي البرتغاليون إلي جزيرة باندا ولكن كانت محاولاتهم عنيفة عكس البرتغاليون.
لقد حاولوا احتكار تجارة التوابل وأمروا سكان باندا ببيع منتجاتهم فقط للهولنديين.
رفض السكان ذلك، لقد أرادوا التجارة الحرة حتي يتمكنوا من التلاعب بالتجار الأوروبيون وبيع منتجاتهم لمن يدفع أعلي سعر.
كانت المفاوضات معهم شاقة وقد أُجبر السكان علي مقاومة الهولندييون حيث قاموا بأسر أميرالاً هولندياً في كمين وقتلوا 46 هولندياً وفي مقابل ذلك قام الجنود الهولنديون بتدمير عدة سفن تعود ملكيتها للسكان المحليون في جزر باندا.
بعد الحدث المؤسف تم حسم القتال لصالح الهولنديين وذلك لتفوقهم في العتاد.
بعد ذلك تم إبرام معاهدة سلام علي أثرها اعترف السكان المحليون بالسلطة الهولندية علي الجزء واحتكار تجارة التوابل.
في نفس العام أقام الهولنديون حصن في جزيرة باندانيرا للسيطرة علي تجارة جوزة الطيب.
جزر باندا الإندونيسية
المصدر/ wikipedia