بعد ٨٠٠ عام.. "بيتكم عامر" يُعيد إحياء المدرسة الكمالية بغزة - شبكة القمة نيوز

بعد ٨٠٠ عام.. “بيتكم عامر” يُعيد إحياء المدرسة الكمالية بغزة

جوجل بلس

بينَ زِحامِ البيوت، وفي أحضانِ المحلاتِ التجارية كان للمدرسة الكمالية بغزة موعد مع الحياة من خلالِ فكرة قادتها مجموعة من الشبانِ المثقفين؛ لتحويلِ المدرسة من مكانٍ مهجور إلى مشروع حيوي يخدم المجتمع.

بعدَ ٨٠٠ عامٍ من الهجرِ، وانعدام الحياة في المكان الذي تعودُ أصوله الى القرن السابع عشر، والذي يعتبر حُقبة مملوكية قديمة كان لا بُدَّ أن تحيا من جديدٍ، فكان “بيتكم عامر” المشروع المعمر الذي يسعى إلى إحياءِ البلدة القديمة، وتعزيز الوعي المجتمعي .

بدأ المشروع وفق منسقه عبد الله الرُّزي بحملة تطوعيةٍ لأسبوع على يدِ خمسة عشر متطوع عمدُوا فيها إلى إزالةِ الأتربة والعُشب والقمامة، وإحيائه بالماءِ والكهرباء، ثُمَّ تهيئة المكان؛ لاستقبال الزوار وإعداد اللِّقاءات والندوات والورش؛ ليكون حاضنة لكثيرٍ من الفئات.

وقال الرُّزي خلال لقاء “الرسالة”: “نحنُ كمثقفين وفنانين وكُتّاب نُقدِّم دورنا “أدواتنا” ونسخرها لخدمةِ المجتمع”.

وأضافَ: “إِنَّ مشروعنا مدّته عشرة شهور نعمل فيه بناءً على ميزانيةِ المبادرة لتسليمه لوزارة السياحة كونه جزءا من مشروعِ الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، والذي تدعمه مؤسسة عبد المحسن القطان والوكالة السويسرية للتنمية والتعاونSDC ، وبالتنسيقِ مع وزارة السياحة والآثار وبلدية غزة، ومركز إيوان التُراث .

المُبادرة أعادت رَونق المكان الذي يتوسط مدينة غزة فظهر شكلُ الأقواس والقباب والنوافذ وحتّى السقفُ المزخرف واللّوح القديم والجُدران المكونة من الحجارة متوسطة الحجم والتي تُعرف باسم الحجر الأثري، حتى الأبواب الخشبية كانت حاضرة في المكان وبعض الأعشاب التي نبتت بين جدرانها القديمة.

ما جرى أعاد لسكانِ المنطقة الحنين، الذي عبر عنه أحد كبار السن من جيران المدرسة حينما دخل المكان بعد سنوات طويلة من الهجر ليقول بعيون ملأتها الدموع: “لقد أرجعتموني إلى أيامِ ال ٦٧، ذلك العام شهد آخر مرةٍ وطأت قدماي أرض المدرسة.

وأوضحَ الرزي أنَّ المدرسةَ التي كانت في الماضي خاصة للفتيات ستكون حاضنة لجميعِ الأنشطة الثقافية، واللِّقاءات ومُتنفس ومنارة حُرّة للبلدةِ القديمة.

وعقّب على بعضِ الصعوبات التي واجهتهم كمبادرين فقال إن القضية “قضية آثار” تحتاجُ لدّعمٍ كبير إضافة إلى تحسس بعض أهالي المنطقة من الأماكن التي يتّمُ هدمها، والتعرض للرقابةِ من الجهاتِ المسؤولة عن إزالة المباني القديمة.

أنهى الرُّزي حديثه نيابة عن كُلِّ المُبادرين “نسعى لإزالةِ العَقباتِ بالتعاونِ مع الجهاتِ المسؤولة، ونطلب من الجميع المُشاركة في العملِ التطوعي، كحق للمجتمع”.